نوادر الشعراء

قال أحد الشعراء عن الفقير:
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضا وليس بمذنب
ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب اذا رأت ذا ثروة
خضعت لديه وحركت أذنابها
واذا رأت يوما فقيرا عابرا
نبحت عليه وكشرت أنيابها


وقال الشاعر أبو الشمقمق يصف سوء حاله:
أنا في حال تعالى الله ربي أي حال
ليس لي شيء اذا ق يل لمن اذا قلت ذا لي
ولقد أهزلت حتى محت الشمس خيالي
ولقد أفلست حتى حل أكل لعيالي

ويقول في حرمانه:
وقفت فلا أدري الى أين أذهب
وأي أموري بالعزيمة أركب
عجبت لأقدار علي تتابعت
بنحس,فأفنى طول عمري التعجب
خطبت الى الاعدام احدى بناته
لرفع الغنى اياي اذ جئت أخطب
فزوجنيها ثم جاء جهازها
وفيه من الحرمان تخت ومشجب
فأولدتها الفقر النقي فما له
على الأرض غيري والد حين ينسب
أمامي من الحرمان جيش عرمرم
ومنه ورائي جحفل حين أركب


قال أحد الشعراء للمأمون:لقد قلت فيك شعرا.
فقال المأموم:هاته.فأنشده قائلا:
حياك رب الناس حياكا اذ بجمال الوجه رقاكا
بغداد من نورك قد أشرقت وأورق العود بجدواكا
فقال المأموم:
حياك رب الناس حياكا ان الذي املت أخطاكا
أتيت شخصا قد خلا كيسه ولو حوى شيئا لأعطاكا
فقال الشاعر :الشعر بالشعر حرام يا أمير المؤمنين,فاجعل بينهما صلة.
فضحك المأمون وأمر له بجائزة.